رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د. فهد العتيبي
د. فهد العتيبي

سمات الشخصية المتحرشة بالأطفال

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

على الرغم من دناءة جميع جرائم التحرش الجنسي، إلا أن جرائم التحرش الجنسي بالأطفال تعد الأكثر دناءة وخسة. وذلك لضعف وجهل الضحية الذي قد يسلم نفسه للمتحرش دون أن يدرك ما يدور حوله. ومنذ زمن بعيد وأنا أحاول التعرف على جوانب الشخصية المتحرشة. هل هناك سمات خاصة بهذه الشخصية؟ لا سيما أن المتحرش قد يكون متعلماً أو جاهلاً، شاباً أو كهلاً، متزوجاً أو أعزب، غنياً أو فقيراً.. إلى آخره.. مما يعني فشل الدراسات والأبحاث التي حاولت ربط التحرش والاعتداء الجنسي بالوضع الاجتماعي، أو التعليمي، أو المادي، أو الفئة العمرية. بل قد يكون المتحرش متديناً ولو من الناحية الظاهرية. وما أكثر الأمثلة التي يمكن إيرادها هنا. ومن ذلك القس السابق في أرلينجتون بولاية تكساس الذي حكم عليه الاثنين الماضي بالسجن 293 شهرًا في السجن الفيدرالي بتهمة الاستغلال الجنسي لطفل.
لقد أثبتت العديد من الدراسات وجود سمات نفسية مشتركة بين كل هؤلاء الوحوش ومن أهمها: الشعور بالنقص والنظرة الدونية للذات. وهذا يدفعهم للتحرش بالأطفال كالحلقة الأضعف ليعززوا ثقتهم بأنفسهم عن طريق السيطرة على الأطفال. وهنا ينتفي مبدأ اللذة الجنسية خلف سلوك التحرش الاجرامي. ومن السمات النفسية كذلك هروب المتحرش به إلى الأمام عن طريق تقمص شخصية المعتدي لكي يزيل عن نفسه عقدة النقص لا سيما إذا تم التحرش بشخص ما في طفولته. فيتجه في بعض الأحيان ليكون متحرشاً عند الكبر ما لم يحصل على الدعم النفسي اللازم.
ومن أهم السمات كذلك تلك الصورة المغلوطة عند بعض الرجال عن الجنس حيث يرون في العملية الجنسية البهيمية رجولة وتعبيراً عن القوة يجب إثباتها كلما سنحت الفرصة، ويكون الإثبات مع الأسف عن طريق التحرش بالأقل قوة كالأطفال. هذه السمات الثلاث بحاجة إلى تنبه من قبل الأسرة والمؤسسات التربوية ومعالجة قبل أن تتكون لدينا في المجتمع قنبلة موقوتة اسمها "المتحرش بالأطفال".
نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up